تعرف عملية تنظيف الرحم طبيًا باسم “التوسيع والكحت” (بالإنجليزية: Dilation and Curettage – D&C)، وهي إجراء يتم فيه توسيع عنق الرحم للوصول إلى بطانته وتنظيفها باستخدام أداة طبية تُعرف بالمكحت [1].
وتعرف هذه العملية شعبيًا باسم التنظيفات، وهو اسم شائع في العديد من المجتمعات العربية. يجرى تنظيف الرحم إما كإجراء تشخيصي لأخذ عينة من أنسجة بطانة الرحم لفحصها أو كإجراء علاجي للنساء غير الحوامل [1].
تعد عملية تنظيف الرحم من الإجراءات النسائية الشائعة التي تجرى لأغراض طبية متعددة. وعلى الرغم من شيوعها، إلا أن الكثير من النساء يشعرن بالقلق منها نتيجة نقص المعلومات الدقيقة حولها، وتعد عملية غير خطيرة ومعدل المضاعفات والوفيات الناجم عنها منخفض جداً [1].
أسباب إجراء تنظيف الرحم
تجرى عملية تنظيف الرحم في العديد من الحالات ومنها [5]:
- تنظيف الرحم بعد الإجهاض أو قبله وفي حالات فقدان الحمل قبل الأسبوع 14 من الحمل، عدا في حالات النزيف الشديد فلا يتم اللجوء لعملية تنظيف الرحم.
- التخلص من الحمل العنقودي في الحالات التي لا تتجاوب مع تحريض الإجهاض من خلال الأدوية (الطلق الصناعي) وبشرط أن لا يتجاوز عمر الحمل 12 أسبوع، وحتى مع التخلص من الحمل بشكل طبيعي دائماً ما يلجأ الأطباء إلى عملية التنظيفات بعد الحمل العنقودي.
- يلجأ إلى تنظيف الرحم كخيار علاجي عند عدم استجابة حالات النزيف الرحمي غير الطبيعي للعلاج الدوائي.
- لا يوصى بها عادةً في حال وجود التهاب أعضاء الحوض مثل التهاب بطانة الرحم وغيرها من الالتهابات التي تصيب أعضاء التكاثر إلا في حالتين وهما:
أن تعاني المرأة من التهاب عنق الرحم الذي يستمر لفترة طويلة (المزمن) المترافق بتقرحات عنق الرحم، وهنا تجرى عملية تنظيف الرحم بالإضافة إلى كي التقرحات. - تجرى كإجراء تشخيصي عند الاشتباه في الإصابة بعدوى مرض السل في أعضاء الحوض.
- أخذ عينات من بطانة الرحم للكشف عن الإصابة بسرطان الرحم.
- الأورام الغدية الحميدة في عنق الرحم.
- زيادة سمك بطانة الرحم.
- سلائل الرحم، وهي زوائد لحمية حميدة تنمو في الرحم أو في عنق الرحم.
- ألياف الرحم التي لا تترافق بأعراض مثل النزيف.
- التحقق من أسباب العقم إذ تجرى عملية تنظيف الرحم لاستبعاد بعض الحالات التي تؤدي إلى العقم مثل التصاق عنق الرحم، والأورام الحميدة، والتشوهات الخلقية في الرحم.
- بقاء المشيمة أو أجزاء منها داخل الرحم بعد الولادة.
موانع إجراء تنظيف الرحم
تعد عملية تنظيف الرحم آمنة ولا تنطوي على الكثير من المخاطر ولكن يمنع جراؤها أو قد يوكل الأمر للجراح لتقييم حالة المريضة لتقرير إجراء عملية تنظيف الرحم أم لا، ومن هذه الحالات [6]:
- مشاكل تجلط الدم مثل المعاناة من مشاكل النزيف مثل مرض الهيموفيليا، أو مشاكل التجلط الزائد للدم.
- المعاناة من التهاب أعضاء الحوض مثل:
- التهاب بطانة الرحم.
- التهاب البوق (قناة فالوب).
- التهاب الرحم القيحي.
قبل تنظيف الرحم
تستغرق عملية تنظيف الرحم عادة مدة قصيرة، ويتراوح زمن الإجراء بين 15 إلى 30 دقيقة، اعتمادًا على التقنية المستخدمة وحالة المريضة [3].
تختلف التقنيات المتبعة خلال عملية تنظيف الرحم فقد يجري الطبيب التوسيع والكحت باستخدام المكحت، وهو أداة مشابهة للمعلقة المفرغة من المنتصف أو قد يستخدم الجراح تقنية الشفط، لذا قد يختلف وقت عملية تنظيف الرحم وفقاً للتقنية المتبعة، والحالة التي يتم علاجها [1].
يحدد نوع التخدير في عملية تنظيف الرحم بحسب الحالة الصحية للمريضة، فقد يستخدم التخدير النصفي أو العام. وتشمل الاستعدادات السابقة للعملية ما يلي [1] [6]:
- الامتناع عن تناول الشراب والطعام قبل العملية ب ستة ساعات على الأقل إذا كانت العملية ستجرى تحت تأثير التخدير العام.
- قد يتم تهيئة عنق الرحم وتلينه وتوسيعه قبل العملية بليلة واحدة باستخدام الأدوية عن طريق المهبل.
- إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية التي يتم استخدامها من قبل المريضة خاصة الأدوية التي تؤثرفي تميع الدم مثل الأسبرين.
- تجنب تناول الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين قبل العملية بخمسة أيام على الأقل لتلافي خطر الإصابة بالنزيف خلال العملية.
- عادةً ما يتم إخراج المريضة من المستشفى في نفس اليوم أو قد تحتاج للبقاء ليلة واحدة لمراقبتها، لذا يجب إحضار مرافق لاصطحاب المريضة للمنزل بعد العملية.
- يجب ترك الاكسسوارات والمجوهرات في المنزل عند الحضور لإجراء عملية تنظيف الرحم.
بعد تنظيف الرحم
قد تعاني المريضة من الألم الخفيف بعد عملية تنظيف الرحم، كما قد تعاني من تقلصات البطن، والنزيف الخفيف. وفيما يلي بعض النصائح لفترة ما بعد عملية تنظيف الرحم [2]:
- اتباع تعليمات الطبيب فيما يخص المسكنات والمضادات الحيوية لتلافي خطر الإصابة بالعدوى بعد عملية تنظيف الرحم.
- تجنب استخدام السدادات القطنية لتلافي خطر الإصابة بالعدوى.
- غالبًا ما تستطيع المرأة العودة إلى أنشطتها اليومية المعتادة خلال يوم واحد بعد إجراء عملية تنظيف الرحم، ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك.
- لا يجب ممارسة الجنس أو التمارين الرياضية الشاقة إلا بعد استشارة الطبيب.
أضرار تنظيف الرحم
تعد عملية تنظيف الرحم من الإجراءات الآمنة بشكل عام، لكن قد تظهر مضاعفات نادرة في بعض الحالات، وتشمل ما يلي [4] [6]:
- العدوى، ومن أعراضها الحمى، والقشعريرة، والرائحة الكريهة القادمة من المهبل.
- النزيف بعد العملية.
- زيادة خطر النزيف بعد الولادة التالية لعملية تنظيف الرحم.
- تمزق عنق الرحم.
- ثقب الرحم خاصة قاع الرحم.
- التصاقات قناة فالوب بعد العملية.
- إصابة الأمعاء أو المثانة.
- متلازمة أشرمان وهي التصاقات تحدث داخل الرحم ويمكن أن تسبب انقطاع الحيض، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو العقم، أو الإجهاض المتكرر.
- عدم تفريغ الرحم بشكل كامل من محتوياته مثل بقاء أجزاء من المشيمة داخل الرحم بعد عملية تنظيف الرحم مما يجعل هناك حاجة إلى إجراء عملية أخرى.
- رد الفعل التحسسي للتخدير.
متى تحتاج المرأة لاستشارة الطبيب بعد عملية تنظيف الرحم؟
بعد عملية تنظيف الرحم، من الطبيعي أن تعاني المريضة من بعض الأعراض الخفيفة مثل الألم البسيط في البطن، أو النزيف الطفيف الذي يستمر لبضعة أيام. إلا أن بعض العلامات قد تشير إلى وجود مضاعفات تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. ويُنصح بالاتصال بالطبيب فورًا عند ظهور أي من الأعراض التالية [2][4][6]:
- النزيف المهبلي الغزير الذي يستمر لفترة طويلة أو يتطلب تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو أقل.
- ارتفاع درجة الحرارة (أعلى من 38 درجة مئوية) أو الإصابة بالحمى والقشعريرة.
- ظهور رائحة كريهة من المهبل، والتي قد تشير إلى وجود عدوى داخل الرحم.
- ألم حاد أو مستمر في البطن أو الحوض لا يخف مع المسكنات.
- الإفرازات المهبلية غير الطبيعية سواء في اللون أو الكثافة.
- الإحساس بالإغماء أو الدوخة الشديدة، وهو ما قد يشير إلى فقدان كمية كبيرة من الدم.
- عدم توقف النزيف بعد أسبوع من العملية أو ازدياد كميته بمرور الوقت.
- صعوبة التبول أو ألم عند التبول، فقد يكون مؤشرًا على عدوى في المسالك البولية بعد العملية.
ينبغي عدم تجاهل أي من هذه الأعراض، حتى وإن بدت بسيطة، وذلك للوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل التهاب الرحم أو الإصابة بمتلازمة أشرمان، خاصة إذا كانت الأعراض تظهر خلال الأسبوع الأول بعد العملية [6].
الفرق بين تنظيف الرحم والإجراءات الأخرى
توجد عدة إجراءات طبية تستخدم لتنظيف أو فحص الرحم، وغالبًا ما يتم الخلط بينها من قبل المرضى، ولكل منها استخدامات محددة وتقنيات مختلفة. ومن بين هذه الإجراءات:
الكحت وتوسيع الرحم
وهو الإجراء المعروف بـ”تنظيف الرحم” الذي تحدثنا عنه في هذا المقال، ويشمل توسيع عنق الرحم ثم كحت بطانة الرحم باستخدام أداة تشبه الملعقة تعرف باسم المكحت. يستخدم الكحت عادةً في الحالات التالية [1]:
- التخلص من بقايا الحمل بعد الإجهاض.
- أخذ عينة من بطانة الرحم لأغراض تشخيصية (مثل التحقق من السرطان).
- علاج النزيف الرحمي غير الطبيعي.
يجرى هذا الإجراء غالبًا تحت تأثير التخدير العام أو النصفي، ويُعد من أكثر الإجراءات النسائية الجراحية شيوعًا.
الشفط اليدوي
يستخدم الشفط اليدوي (Manual Vacuum Aspiration – MVA) كبديل أقل تدخلًا من الكحت، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع إلى الرحم لتفريغه بلطف باستخدام جهاز شفط يدوي.
غالبًا ما يجرى الشفط اليدوي في المراحل المبكرة من الحمل (عادة قبل الأسبوع 10–12)، وله استخدامات مشابهة للكحت مثل [3]:
- الإجهاض المبكر.
- تنظيف الرحم بعد إجهاض غير مكتمل.
- يمتاز بأنه أقل إيلامًا وأقل تسببًا للنزيف، وقد يجرى دون الحاجة لتخدير عام.
التنظير الرحمي
في التنظير الرحمي (Hysteroscopy)، يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا مزودًا بكاميرا صغيرة من خلال عنق الرحم لفحص الرحم من الداخل بشكل مباشر.
يستخدم التنظير الرحمي لتشخيص أو علاج بعض الحالات مثل:
- إزالة الزوائد اللحمية أو ألياف الرحم الصغيرة.
- تشخيص أسباب النزيف غير الطبيعي.
- التحقق من تشوهات الرحم الخلقية أو الالتصاقات.
- لا يتم فيه كشط بطانة الرحم، بل يعتبر إجراءً بصريًا دقيقًا، ويجرى غالبًا تحت تأثير التخدير الموضعي أو النصفي.
المراجع
- Cooper DB, Menefee GW. Dilation and Curettage. [Updated 2023 May 7]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK568791/
- Dilation and Curettage – Western New York Urology Associates, LLC. (n.d.). Www.wnyurology.com. https://www.wnyurology.com/content.aspx?chunkiid=14802
- Kakinuma, T., Kakinuma, K., Sakamoto, Y., Kawarai, Y., Saito, K., Ihara, M., Matsuda, Y., Sato, I., Ohwada, M., Yanagida, K., & Tanaka, H. (2020). Safety and efficacy of manual vacuum suction compared with conventional dilatation and sharp curettage and electric vacuum aspiration in surgical treatment of miscarriage: a randomized controlled trial. BMC pregnancy and childbirth, 20(1), 695. https://doi.org/10.1186/s12884-020-03362-4
- Lohmann-Bigelow, J., Longo, S. A., Jiang, X., & Robichaux, A. G., 3rd (2007). Does dilation and curettage affect future pregnancy outcomes?. The Ochsner journal, 7(4), 173–176. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3096409/
- MACFARLANE K. T. (1964). THE INDICATIONS FOR DILATATION AND CURETTAGE. Canadian Medical Association journal, 90(5), 364–369. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1922231/pdf/canmedaj01033-0021.pdf
- Yancey, J. (n.d.). Dilation and Curettage With Suction [Review of Dilation and Curettage With Suction]. Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/1848296-overview#a9