Skip to content
Home » متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تعرف متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS)، والتي تسمى أيضًا متلازمة شتاين-ليفينثال، بأنها الحالة الهرمونية الأكثر شيوعًا بين النساء حول العالم، وتندرج ضمن اضطرابات الغدد الصماء بنسبة إصابة تتراوح بين 5-10% لدى النساء في سن الإنجاب، وتتميز هذه المتلازمة بعدم انتظام الدورة الشهرية أو انعدامها، والعقم، والسمنة، ونمو الشعر الزائد على الوجه والجسم، وغيرها من الأعراض [3][8].

رغم شيوع متلازمة تكيس المبايض، إلا أن الوصول إلى تشخيص دقيق قد يستغرق وقتًا طويلاً، وقد تحدث أخطاء في التشخيص تؤدي إلى تفاقم الأعراض والمضاعفات المرتبطة بها [3][9].

أسباب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تختلف متلازمة المبيض المتعدد الكيسات عن المبيض متعدد الكيسات بشكل كلي. يعد مرض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات اضطراب في وظيفة المبيض والغدة النخامية، وغدة تحت المهاد [5][6][9].

رغم أن السبب الدقيق لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات لا يزال غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل يعتقد أنها تلعب دورًا، منها العامل الوراثي، حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كانت الأم أو الأخت تعاني من الحالة [4]. كذلك، تؤدي مقاومة الإنسولين إلى ارتفاع مستوياته في الجسم، مما يحفز المبيضين على إنتاج كميات زائدة من هرمون التستوستيرون، ويؤدي إلى اضطراب التبويض [1][4].

تم تحديد العديد من الجينات المساهمة في الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات وتأثيرها في تكوين الستيرويدات، وهي الهرمونات التي تنتج في الغدد الكظرية فوق الكلى، وتأثيرها في إنتاج الإندروجينات، أي الهرمونات الذكرية [6][10].

قدرت الدراسات أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وراثية بنسبة 70%، كما أن للعوامل البيئية دور في التعبير عن الجينات المساهمة في الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ومن هذه العوامل السمنة، ومقاومة الإنسولين، أي عدم تجاوب الخلايا مع الإنسولين الذي يساعد على إدخال السكر من مجرى الدم إلى الخلية ليتم تحويله إلى طاقة، كما يعتقد أن للبلوغ المبكر دور في الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات [3][6][9].

هناك فرضيات أخرى تفترض أن تعرض الأنثى أثناء وجودها في الرحم للاندروجينات يساهم في إصابتها بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات في المستقبل [3][9].

أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

يلعب الإنسولين دورًا في تنظيم نشاط المبيض، ولكن عند وجود مقاومة للإنسولين، يفرز البنكرياس كميات أكبر منه، مما يؤثر سلبًا على الإباضة ويساهم في اختلال التوازن الهرموني، مما يلعب دورًا كبيرًا في أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات [3][5].

تتميز متلازمة المبيض المتعدد الكيسات بالعديد من السمات، وتشمل أعراض هذه المتلازمة على ما يلي [3][4][6][8]:

  • فرط إنتاج الهرمونات الذكرية (الإندروجينات) في المبيض، مما يؤدي إلى فرط نمو شعر الجسم وشعر الوجه.
  • حب الشباب.
  • عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية.
  • العقم.
  • ارتفاع هرمون الحليب، مما يؤدي إلى وجود الحليب في الثدي دون حمل.
  • السمنة.
  • زيادة الإنسولين.
  • تضخم المبيض ووجود أكثر من عشرين بصيلة أو كيس على الأقل في المبيض الواحد.
  • تضخم الغدة الكظرية.
  • أعراض النوع الثاني من مرض السكري أو أعراض مقاومة الإنسولين مثل كثرة الشعور بالعطش، وكثرة التبول، والشواك الأسود.
  • انقطاع النفس الانسدادي النومي.
  • الثعلبة، أي فقدان الشعر البقعي الغير ناجم عن عدوى.
  • تصبغات الجلد.

علاقة تكيس المبايض بنمو الشعر الزائد وحب الشباب

من أبرز أعراض متلازمة تكيس المبايض زيادة مستويات الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) في الجسم، مما يؤدي إلى نمو شعر زائد في أماكن غير معتادة لدى النساء مثل الذقن، الصدر، وأسفل البطن، وهي حالة تعرف طبيًا باسم الشَعرانية [1][4]. كما تسبب هذه الهرمونات زيادة في نشاط الغدد الدهنية، مما يرفع احتمال ظهور حب الشباب، خصوصًا في منطقة الفك والذقن والظهر.

قد يكون لهذه الأعراض تأثير النفسي مزعج للغاية، ويؤثر على صورة المرأة الذاتية وثقتها بنفسها، لذلك فإن العلاج لا يجب أن يقتصر على ضبط الهرمونات فقط، بل يشمل دعمًا نفسيًا وتجميلًا عند الحاجة [4].

تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

يعتمد تشخيص متلازمة تكيس المبايض على تحقق اثنين على الأقل من المعايير التالية [3][5][7]:

  • عدم التبويض لفترة طويلة.
  • فرط الإندروجينات.
  • وجود أكياس متعددة في المبيض.

تجرى العديد من الفحوصات لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ولتفريقها عن الاضطرابات الأخرى التي تسبب أعراض مشابهة لأعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات مثل اضطرابات الغدة الدرقية [4][5][7][10]. تشمل الفحوصات التي يجريها الطبيب لتشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات على ما يلي:

  • فحص وظائف الغدة الدرقية.
  • قياس تركيز هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) في الدم (Serum prolactin level).
  • تحليل مستويات هرمون التستوستيرون.
  • تحليل مؤشر الإندروجين الحر.
  • فحص نسبة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (Serum hCG level).
  • اختبار تحفيز الكوسينتروبين.
  • تحليل مستوى الهيدروكسي بروجستيرون في الدم (بالانجليزي: Serum 17-hydroxyprogesterone level or 17-OHPG level).
  • تحليل تركيز الكورتيزول في البول، وتحليل الكرياتينين.
  • اختبار مستوى عامل النمو الشبيه بالإنسولين (IGF-1) في الدم (Serum insulin-like growth factor level).
  • تحليل مستوى الأندروستنديون.
  • تحليل مستويات الهرمون المنشط للحوصلة (FSH) ومستويات الهرمون الملوتن (LH).
  • تحليل مستوى الجلوكوز والإنسولين.
  • اختبار لوحة الدهون.
  • تصوير المبيض بالموجات الفوق صوتية عن طريق المهبل.
  • التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للحوض.

علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تساعد التمارين والنظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية النساء والمراهقات اللواتي يعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات على فقدان الوزن والتخفيف من سكر الدم، وقد أظهرت دراسات مختلفة أن للرياضة والنظام الغذائي الصحي دور في التخفيف من شعر الوجه والجسم الخشن، وتنظيم الدورة الشهرية والإباضة [4][6].

تستخدم وسائل منع الحمل الهرمونية كخط علاج أول لاضطرابات الدورة الشهرية والشعر الخشن وحب الشباب المرافقة لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات مثل [1][4][9]:

  • حبوب منع الحمل.
  • حلقات المهبل.
  • لصقات منع الحمل.

لا تستخدم وسائل منع الحمل الهرمونية للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم، والنساء المدخنات، والنساء اللواتي تتجاوز اعمارهن 35 عام، والنساء اللواتي يعانين من اضطربات تخثر الدم مثل جلطات الأوردة العميقة أو جلطة الرئة.

أدوية متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تشمل أدوية وطرق علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات الأخرى على ما يلي [4][6][10]:

  • الميتفورمين (Metformin): ويطلق عليه أيضاً مساعد السكري، يستخدم لمرضى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات اللواتي يعانين من مرض السكري وعدم تحمل الجلوكوز، حيث يساعد الميتفورمين على تحسين دورات الحيض، وتخفيف السمنة، ويقلل من تلف الأوعية الدموية المرتبط بمرض السكري .
  • كلوميفين (Clomifene): لتعزيز الخصوبة والإباضة.
  • مضادات الإندروجينات: للتخفيف من شعر الجسم والوجه مثل:
  1. فيناسترايد.
  2. سيبروتيرون.
  3. سبيرونولاكتون.
  4. ليوبروليد.

يجب الانتباه إلى أن هذه الأدوية سامة للكبد.

  • أدوية الجلوكاجون شبيه الببتيد لتحسين حساسية الإنسولين، مثل:
  1. دولاغلوتايد.
  2. إكسيناتيد.
  3. سيماجلوتايد.
  • مثبطات DPP-4 مثل:
  1. سيتاغلبتين.
  2. ساكساغلبتين.
  3. ليناغلبتين.
  4. ألوجليبتين.
  • مثبطات SGLT-2 مثل:
  1. كاناجليفلوزين.
  2. داباجليفلوزين.
  3. إمباغليفلوزين.

أضرار متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

ترتبط متلازمة المبيض متعدد الكيسات بالعديد من الأمراض والمضاعفات، ويمكن أن تشمل مضاعفات متلازمة المبيض المتعدد الكيسات على ما يلي [4][5][6][9][10]:

  • العقم.
  • متلازمة التمثيل الغذائي، أي المعاناة من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • السمنة.
  • الاكتئاب.
  • انقطاع النفس الانسدادي النومي.
  • سرطان بطانة الرحم.
  • مرض الكبد الدهني الغير كحولي.

التعايش مع متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

إن التعايش مع متلازمة المبيض المتعدد الكيسات قد يكون تحديًا مستمرًا، إلا أن إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الأعراض وفي نوعية الحياة بشكل عام.

يُنصح باتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتينات والخضراوات، مما يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الإنسولين [1]. كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام – مثل المشي أو تمارين المقاومة – لا تساعد فقط على إنقاص الوزن، بل تعمل أيضًا على تقليل مستويات الأندروجين وتحسين التبويض [3].

ويفضل الابتعاد عن التوتر النفسي قدر الإمكان من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق، لأن التوتر قد يزيد من اضطرابات الهرمونات [2]. أخيرًا، المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص تتيح فرصة لرصد الحالة والتعامل مع المضاعفات المحتملة في وقت مبكر.

هل يمكن الحمل مع متلازمة المبيض المتعدد الكيسات؟

نعم، يمكن للنساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) أن يحملن، ولكن التحديات قد تكون أكثر تعقيدًا مقارنة بالنساء غير المصابات. السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى اضطراب التبويض أو غيابه تمامًا في بعض الحالات، نتيجة لزيادة مستويات هرمون الأندروجين ومقاومة الإنسولين [1][4].

لحسن الحظ، هناك العديد من الخيارات الطبية التي تساعد على تحسين فرص الحمل، تبدأ بالعلاجات الدوائية مثل كلوميفين سيترات، وهو الخيار الأول لتحفيز الإباضة، إضافة إلى أدوية مثل ليتروزول أو الميتفورمين التي قد تُستخدم في حالات مقاومة الإنسولين [4].

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تقنيات الإخصاب المساعدة مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) أو أطفال الأنابيب (IVF)، خاصة إذا لم تنجح الخيارات الأولية [4].

ومن المطمئن أن الكثير من النساء استطعن الحمل والولادة بنجاح بعد التشخيص، خصوصًا عند التزامهن بنمط حياة صحي، مثل خسارة الوزن واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، وهي خطوات أثبتت فاعليتها في تحسين التبويض واستعادة التوازن الهرموني [3]. ومع المتابعة الطبية الدقيقة والدعم النفسي المناسب، فإن فرص الحمل تبقى ممكنة ومبشرة بإذن الله.

المراجع

  1. Dennett, C. C., & Simon, J. (2015). The role of polycystic ovary syndrome in reproductive and metabolic health: overview and approaches for treatment. Diabetes spectrum: a publication of the American Diabetes Association, 28(2), 116–120. https://doi.org/10.2337/diaspect.28.2.116
  2. Legro, R. S. (2017). Evaluation and Treatment of Polycystic Ovary Syndrome. In: Feingold KR, Anawalt B, Blackman MR, et al. (Eds.), Endotext [Internet]. South Dartmouth (MA): MDText.com, Inc. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK278959/
  3. McCartney, C. R., & Marshall, J. C. (2016). CLINICAL PRACTICE. Polycystic Ovary Syndrome. The New England Journal of Medicine, 375(1), 54–64. https://doi.org/10.1056/NEJMcp1514916
  4. Ndefo, U. A., Eaton, A., & Green, M. R. (2013). Polycystic ovary syndrome: a review of treatment options with a focus on pharmacological approaches. P & T: a peer-reviewed journal for formulary management, 38(6), 336–355. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3737989/
  5. Rasquin Leon, L. I., Anastasopoulou, C., & Mayrin, J. V. (2022). Polycystic Ovarian Disease. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459251/
  6. Sadeghi, H. M., Adeli, I., Calina, D., Docea, A. O., Mousavi, T., Daniali, M., Nikfar, S., Tsatsakis, A., & Abdollahi, M. (2022). Polycystic Ovary Syndrome: A Comprehensive Review of Pathogenesis, Management, and Drug Repurposing. International journal of molecular sciences, 23(2), 583. https://doi.org/10.3390/ijms23020583
  7. Sheehan, M. T. (2004). Polycystic ovarian syndrome: diagnosis and management. Clinical medicine & research, 2(1), 13–27. https://doi.org/10.3121/cmr.2.1.13
  8. Sirmans, S. M., & Pate, K. A. (2013). Epidemiology, diagnosis, and management of polycystic ovary syndrome. Clinical epidemiology, 6, 1–13. https://doi.org/10.2147/CLEP.S37559
  9. Witchel, S. F., Oberfield, S. E., & Peña, A. S. (2019). Polycystic Ovary Syndrome: Pathophysiology, Presentation, and Treatment With Emphasis on Adolescent Girls. Journal of the Endocrine Society, 3(8), 1545–1573. https://doi.org/10.1210/js.2019-00078
  10. Zeng, L. H., Rana, S., Hussain, L., Asif, M., Mehmood, M. H., Imran, I., Younas, A., Mahdy, A., Al-Joufi, F. A., & Abed, S. N. (2022). Polycystic Ovary Syndrome: A Disorder of Reproductive Age, Its Pathogenesis, and a Discussion on the Emerging Role of Herbal Remedies. Frontiers in pharmacology, 13, 874914. https://doi.org/10.3389/fphar.2022.874914

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *